لماذا يحتاج طفلي إلى المراقبة

 

لماذا يحتاج طفلي إلى المراقبة والمتابعة؟

قد يكون المخاض مرهقاً لطفلك، كذلك بالنسبة لك. أثناء الانقباضات، ينحشر طفلك بإحكام في الرحم فيُوقف تدفق الدم من المشيمة. 
 
الخبر السار أن هذا الأمر طبيعي تماماً ويرجح أن يتأقلم طفلك بشكل جيد. لكن يجد بعض الأطفال صعوبة في التأقلم. قد تؤثر قوة المخاض وشدته على طفلك، على سبيل المثال، إذا لم ينمُ طفلك بشكل جيد خلال فترة الحمل، أو إذا كنت قد تعرضت للإصابة بتسمم الحمل. لكن توجد طرق لمراقبة طفلك للتأكد من بقائه على ما يرام وهو يشق طريقه إلى العالم. 
 
تستمع ممرضة التوليد أثناء المخاض إلى نبضات قلب طفلك. بهذه الطريقة تعرف إذا كان يتأقلم جيداً مع المخاض، أو أنه أصبح متضايقاً. في حال تعرض طفلك لضائقة جنينية شديدة، قد تنصحين بالخضوع إلى عملية قيصرية

 

ما هي المراقبة المتقطعة؟

خلال فترة الحمل، تستمع ممرضة التوليد إلى نبضات قلب طفلك في مواعيد متابعة ما قبل الولادة. وتستخدم جهاز الدوبلر اليدوي للموجات ما فوق الصوتية (سونيكادSonicaid ) أو سماعة الأذن وتسمى سماعة نبض الجنين. إذا استخدمت ممرضة التوليد سونيكاد يمكنك حينها الاستماع إلى ضربات قلب طفلك بشكل سريع جداً. قد يبدو صوته مثل ركض الفرس السريع. 
 
يعتبر الاستماع إلى نبضات طفلك أثناء المخاض باستخدام سونيكاد أو سماعة نبض الجنين جزءاً أساسياً من رعايتك. لكن لن يتداخل ذلك كثيراً مع راحتك. ستحتاجين فقط إلى البقاء ساكنة لمدة دقيقة أو نحو ذلك حتى تستمع ممرضة التوليد، ومن ثم يمكنك التحرّك مرة أخرى. 
 
ستراقب ممرضة التوليد طفلك كل 15 دقيقة بعد الانقباصة عندما تكونين في مرحلة الولادة التأسيسية. ثم تقوم بذلك مرة كل خمس دقائق عندما تكونين في مرحلة الدفع. وهذا ما يسمى الاستماع على فترات متقطعة. 
 
إذا كنت بصحة جيدة ولم ينطوِ حملك على أية مضاعفات، فستراقبك فقط خلال المخاض بالاستماع المتقطع. 

 

ماذا لو احتجت إلى المراقبة المستمرة؟

إذا كانت لديك مخاوف صحية أثناء الحمل، فسيراقب مخاضك في كل وقت. وهذا ما يسمى المراقبة المستمرة CTG، أو مراقبة الجنين الإلكترونية المتواصلة EFM. 
 
يجري البحث حول إيجابيات وسلبيات مراقبة الجنين الالكترونية المتواصلة لاحتمال وجود علاقة بين هذا النوع من المراقبة وزيادة نسبة التدخلات في المخاض، خاصة الولادات القيصرية. 
 
تطمئن حوالي 45 بالمئة من النساء للخضوع لمراقبة مستمرة للجنين خلال فترة من مخاضهن أو طوال فترة المخاض. 
 
من المحتمل خضوعك لمراقبة الجنين الالكترونية المتواصلة إذا كنت تعانين من مضاعفات في المخاض. ربما يوصى بهذا النوع من المراقبة إذا كنت تعانين من حالة صحية ذات مخاطر عالية. 
 
تتم مراقبة الجنين الالكترونية المتواصلة EFM عادة إذا: 
  • كنت تعانين من تسمم الحمل.
  • انفجر كيس الماء لديك قبل أكثر من 24 ساعة من بدء المخاض.
  • كنت مصابة بمرض السكري.
  • كنت قد خضعت لعملية قيصرية في السابق.
  • كان حجم طفلك أصغر من المتوقع.
  • كانت ولادة طفلك قبل 37 أسبوعاً من الحمل.
  • كانت ولادة طفلك بعد 42 أسبوعاً من الحمل.
  • كنت حاملاً بتوأم، خاصة إذا كانا يتشاركان نفس المشيمة.
  • كان مؤشر كتلة الجسم لديك 40 أو أعلى.
 
يمكن أن تأخذ الأحداث أحياناً مساراً مختلفاً عند بدء المخاض. قد ينصح باستخدام مراقبة الجنين الالكترونية المتواصلة أثناء المخاض إذا:
  • كان كيس الماء لديك يحتوي على أي قدر من العقي (براز طفلك الأول).
  • اكتشفت طبيبتك وجود مشاكل في معدل ضربات قلب طفلك أثناء المخاض.
  • أصبت بارتفاع في درجة الحرارة.
  • كان المخاض يستغرق وقتاً طويلاً جداً ليتقدم.
  • أصبت بنزيف جديد من المهبل أثناء المخاض.
  • تمّ تسريع مخاضك باستخدام مصل المركب الكيميائي لهرمون أوكسيتوسين.
 
إذا أخذت حقنة الإيبيدورال أثناء المخاض فستتم مراقبة طفلك بشكل متواصل لمدة 30 دقيقة على الأقل من إدخال الحقنة. ثم يراقب من جديد في كل مرة تحصلين فيها على جرعة إضافية من حقنة الإيبيدورال. 
 

حتى لو كان مخاضك من دون مشاكل، يمكنك اختيار مراقبتك بشكل متواصل إذا كان يشعرك هذا الإجراء بأمان أكبر. لكن يعتبر هذا الخيار متاحاً فقط في الوحدات الاستشارية، وليس في وحدات التوليد التي تديرها ممرضات التوليد

 

ماذا يحدث خلال المراقبة المتواصلة؟

خلال مراقبة الجنين الالكترونية المتواصلة يُوضع جهاز استقبال الكتروني على بطنك لقياس الانقباضات. ثم يُوضع آخر على قلب طفلك لقياس ضربات قلبه. يتصل كل جهاز استقبال بسلك، ويوصل هذا السلك بالجهاز الرئيسي وبأحزمة مطاطية تثبت أجهزة الاستقبال في مكانها. 
 
قد تشعرين أن الأحزمة ضيقة جداً على بطنك، لذا اطلبي إرخاءها في حال الانزعاج. 
 
سيعطي الجهاز قراءة رقمية لنبضات قلب طفلك. ويختلف معدل ضربات القلب من نبضة إلى أخرى، وستبدو القراءات تقريباً على هذا الشكل: 
140 142 139 141 144 140 
 
يوفر جهاز المراقبة رسماً بيانياً مطبوعاً عليه خطان: خط يبين نبضات قلب طفلك وآخر يدل على نمط انقباضات رحمك. من خلال دراسة العلاقة بين هذين الخطين، ستعرف طبيبتك أو ممرضة التوليد كيف يتعامل طفلك مع المخاض. 
 
لدى بعض المستشفيات أجهزة مراقبة لاسلكية تدعى أجهزة مراقبة العمليات الحيوية عن بعد. تتيح لك هذه الأجهزة التحرك بحرية أكبر، طالما كانت حركتك داخل نطاق محدد. 
 
أحياناً يوضع مشبك أو ملقط صغير على رأس طفلك لمراقبة نبضات قلبه. يمكن القيام بذلك فقط عندما ينفجر كيس الماء لديك. ويسمى هذا المشبك القطب الإلكتروني لرأس الجنين، ويعطي قراءة أكثر دقة لضربات قلب طفلك بالمقارنة مع جهاز الاستقبال الذي يوضع على بطنك. كما يسمح لك بالحركة بسهولة أكبر. 
 
إذا كنت غير متأكدة من سبب توصية طبيبتك أو ممرضة التوليد باستخدام القطب الإلكتروني لرأس الجنين، فلا تترددي في السؤال. 

 

ما مدى دقة المراقبة المتواصلة؟

حتى المهنيين الصحيين المدربين تدريباً عالياً يواجهون أحياناً صعوبة في تفسير قراءات الجهاز الإلكتروني بشكل دقيق ومؤكد. 
 
إذا انطبق هذا الوضع عليك، فقد تقترح طبيبك أو ممرضة التوليد لمس فروة رأس طفلك بلطف للحصول على ردة فعل في معدل ضربات قلبه. أو قد تأخذ عينة دم من فروة رأس طفلك لاختبار مستويات الأوكسيجين "أخذ عينة من دم الجنين". 
 
أخذ عينة من دم الجنين 
لأخذ عينة من دم الجنين، تمرر الطبيبة أداة طويلة ذات شفرة صغيرة في مهبلك. ثم تأخذ كمية ضئيلة من الدم من رأس طفلك. يتم رش رأس طفلك بمخدر موضعي، وعادة لا يعتبر هذا الإجراء مؤلماً بالنسبة لك أو لطفلك. مع ذلك، قد يزعجك قليلاً الاستلقاء على ظهرك أثناء إجرائه. 
 
من خلال تحليل كمية الأوكسيجين في عينة الدم، تستطيع طبيبتك تقييم مدى تأقلم طفلك مع المخاض. إذا كانت نسبة الأوكسيجين في العينة جيدة، فستخبرك بأن كل شيء على ما يرام. إذا كانت كمية الأوكسيجين في العينة أقل من المستوى المطلوب، فقد تأخذ طبيبتك عينة أخرى في وقت لاحق. 
 

ربما تنصحين بالخضوع لعملية قيصرية إذا كان ذلك في مصلحتك أنت وطفلك. 

 

كيف ستتداخل المراقبة مع مخاضي؟

إذا كانت نبضات قلب طفلك تُرصد عبر جهاز سونيكاد أو سماعة نبض الجنين، فستحتاج ممرضة التوليد فقط إلى العثور على الجزء المناسب من بطنك. وستتمكن من القيام بذلك بسهولة، سواء أكنت جاثية أو جالسة أو واقفة. 
 
قد تجعل المراقبة المتواصلة باستخدام أجهزة الاستقبال الالكترونية التجول والحركة أمراً صعباً بالنسبة لك، ما لم تكن المستشفى التي تذهبين إليها تستخدم أجهزة مراقبة العمليات الحيوية عن بعد. 
 

اسألي إذا كنت تستطيعين الجلوس على كرسي لأن هذه الوضعية مريحة أكثر من الاستلقاء على السرير لساعات. يمكنك الوقوف من وقت لآخر وتجريب وضعيات مختلفة. لا تعني المراقبة أنك تحتاجين إلى قضاء وقت مخاضك على السرير. يبقى بإمكانك الوقوف، أو الركوع، أو الجلوس، أو استخدام كرة الولادة. 

 

هل لدي خيار في مراقبة ومتابعة المخاض؟

حاولي ألا تقلقي. ستتحدث إليك طبيبتك أو ممرضة التوليد وتشرح لك سبب الاعتقاد بأن هناك طريقة محددة للمراقبة تناسبك. في بعض الحالات، مثل المخاض المبكر، لا تتوفر أدلة قاطعة بشأن أفضل طريقة للمراقبة. 
 
قد يكون من الصعب اتخاذ قرار جازم، لكن ستساعد على ذلك مناقشة الخيارات مع طبيبتك أو ممرضة التوليد. وتذكري أن الخيار الأخير هو بيدك